المنصة الرائدة لمناقشة أحدث التطورات في علاج الأمراض المناعية المزمنة
استضافت مدينة جدة مؤخراً فعاليات المنتدى الخامس للأمراض المناعية 2025 بمشاركة نخبة من الأطباء والاستشاريين والصيادلة والخبراء المحليين والدوليين في مجالات الجلدية والروماتيزم والجهاز الهضمي، وذلك تحت رعاية الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم والجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد، والجمعية السعودية للجهاز الهضمي، والجمعية السعودية لاقتصاديات ومخرجات الدواء، وبالتعاون مع شركة “آبفي”، الشركة العالمية المتخصصة في إنتاج الأدوية البيولوجية لمناقشة أحدث المستجدات العلمية والإكلينيكية في إدارة الأمراض المناعية المزمنة، واستعراض تجارب واقعية تسهم في تحسين جودة حياة المرضى وتعزيز مخرجات الرعاية الصحية.
وجمع المنتدى تحت مظلته عدداً من الجلسات العلمية التي تناولت مواضيع محورية، من أبرزها إدارة التهاب الجلد التأتبي، واستراتيجيات تمكين مرضى الصدفية للانتقال من “العبء إلى الحرية”، واستعراض قصص واقعية في الثعلبة البقعية وغيرها.
وخلال كلمتها في فعاليات المؤتمر، شددت د. حنان الريس، رئيسة الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم، على أن المؤتمر مثّل مساحة التقاء بين الممارسة الإكلينيكية اليومية والبيانات البحثية الواقعية، بما يفتح آفاقاً جديدة أمام تبني استراتيجيات علاجية أكثر دقة وتخصيصاً لحالات الروماتيزم المعقدة. وأضافت أن هذه القمة تُعد فرصة مميزة للاطلاع على أحدث التوصيات العالمية، خصوصاً في مجالات العلاج الموجّه بالأهداف والعلاجات البيولوجية لالتهاب الفقرات المحوري. كما ناقش المؤتمر أهمية البيانات الواقعية في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وضرورة التعاون بين اختصاصي الجلدية والروماتيزم في التعامل مع التهاب المفاصل الصدفي، فضلاً عن التوسع المتزايد في استخدام مثبطات JAK لعلاج طيف واسع من الأمراض الروماتيزمية.
وصرح د.عبد الله البدري، رئيس قسم الجلدية، مستشفى الملك فهد العام في جدة، على أهمية المنتدى في دعم مسيرة التطور الطبي حيث يعكس المنتدى التزام المجتمع الطبي في المملكة بمواكبة أحدث ما توصل إليه العلم، ويشكل منصة مهمة لتعزيز الحوار بين مختلف التخصصات من أجل تطوير استراتيجيات علاجية أكثر تكاملاً وفعالية، كما أشار إلى التطور الكبير في مجال علاج التهاب الجلد التأتبي، ووجه بضرورة الاستفادة من الدراسات والأبحاث السريرية لإدارة مرض التهاب الجلد التأتبي والتخفيف من معاناة المصابين به.
من جانبه، أثنى أ.د ماجد الماضي، رئيس الجمعية السعودية للجهاز الهضمي، على تنظيم المنتدى للمرة الخامسة على التوالي و أثنى على القائمين على تنظيمه، كما ألقى الضوء، فيما يخص أمراض الجهاز الهضمي، على أهمية التشخيص والعلاج المبكر لأمراض الأمعاء الالتهابية والتي تُعد من الأمراض المناعية، حيث أن التحرك المبكر في علاج أمراض الجهاز الهضمي المزمنة لا يحسّن الأعراض فقط، بل يحقق أهدافاً علاجية بعيدة المدى وهو ما ينعكس بشكل مباشر على جودة حياة المرضى، وأضاف بأن جلسات القمة قد ركزت كذلك على مناقشة أحدث التوجهات العلاجية في التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، وأهمية نقل نتائج التجارب السريرية إلى الممارسة الإكلينيكية اليومية.
وأشار أ.د يزيد الرثيع، أستاذ اقتصاديات الدواء والسياسات الصحية ومدير وحدة أبحاث اقتصاديات الدواء، أن المنتدى الخامس للأمراض المناعية لا يسلّط الضوء على التقدّم الطبي في علاج الأمراض المناعية فحسب، بل يبرز أيضاً الأثر الاقتصادي لهذه العلاجات على المنظومة الصحية. وشدد على أهمية تحليل التكلفة والفعالية للأدوية في المملكة العربية السعودية، وكذلك ضرورة تبني استراتيجيات علاجية فعّالة ومبكرة، يمكنها تقليل عبء المرض وتحسين الكفاءة الاقتصادية للقطاع الصحي بما يتماشى مع أهداف الرعاية المستدامة ورؤية المملكة ٢٠٣٠.
ومن جانبه أشاد الدكتور أشرف داود، المدير العام لشركة آبفي السعودية، إلى الأهمية الكبيرة لمثل هذه المؤتمرات ودورها في متابعة وعرض أحدث التطورات لما تمثله من فرصة لتبادل الخبرات والإبقاء على اطلاع دائم بآخر التحديثات الطبية والتوصيات العلاجية، كما أكد على التزام شركة آبفي بدعم المجتمع العلمي بالمملكة وتقديم آخر المستجدات في مجالات الأمراض المناعية وغيرها من الأمراض وذلك للارتقاء بالناحية الصحية ودعم جهود وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية.
ويأتي انعقاد المنتدى الخامس لعلم المناعة في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الابتكار والتميز في القطاع الصحي، بما يتماشى مع رؤية المملكة ٢٠٣٠، ويؤكد التزام المنظومة الصحية في المملكة بتطوير ممارسات طبية متقدمة تسهم في الارتقاء بمستوى الرعاية وجودة حياة المرضى.