ناقش منتدى القطاع غير الربحي الدولي، الذي انطلق اليوم، آليات تعظيم الأثر الاجتماعي، ودور المؤسسات في بناء اقتصاد يتجاوز الربحية التقليدية إلى نماذج أكثر استدامة وارتباطًا بالمجتمع، بمشاركة ثلاثة من المختصين في العمل التنموي والاجتماعي.
وتناول نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك” المهندس عمر النجار، رؤية المؤسسة في العمل عبر نموذجين رئيسيين؛ أولهما نموذج العمل الخيري الذي يضم برامج ومبادرات لتمكين الجهات الناشئة وضمان جاهزيتها من حيث الحوكمة وجودة الأثر، والثاني نموذج التأثير في الأعمال عبر مشروعات تعليمية وتنموية تُسهم في خلق قيمة اقتصادية واجتماعية مستدامة.
وأشار إلى أن “مسك” تعمل كحلقة وصل بين الجهات المانحة والجهات المنفذة، مستشهدًا بالشراكة مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس التي خُصص فيها مبلغ خمسة ملايين دولار لدعم الشباب في المملكة، حيث تولّت مؤسسة مسك اختيار الجهات المستفيدة وضمان جودة البرامج وأدوات القياس وتنفيذها الفعلي.
وفي الاتجاه ذاته، أوضحت مؤسسة Earth and Co وWise Greece ميلينا تابرانتزي أن “الأثر لم يعد مشروعًا جانبيًا، بل أصبح جزءًا أصيلًا من هوية الشركات الحديثة”، مؤكدة أن المستثمرين يدمجون معايير البيئة والمجتمع والحوكمة في قراراتهم؛ لأنها الخيار الأكثر أمانًا وقدرة على مواجهة مخاطر المستقبل.
وأضافت أن المستهلكين والجهات التنظيمية يمارسون ضغطًا متزايدًا لتعزيز الشفافية والمسؤولية، وأن الشركات الناجحة هي التي تدمج الأثر في صميم نموذج العمل وتربط نموها بتحقق قيمة اجتماعية واضحة.
وقدّم رئيس قطاع التنمية والتمكين بصندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين الدكتور أحمد أبو عباة عرضًا حول آلية الصندوق في تحديد احتياجات المستفيدين عبر بحث محلي ودولي بالتعاون مع هيئة الإحصاء، ودراسة الأوضاع النفسية والاجتماعية للفئات المستهدفة.
وأشار إلى تطوير “مصفوفة المدخولات التنموية” التي تضم ثمانية أبعاد و15 محورًا لتقييم وضع المستفيدين بدقة، والتركيز على الفئات التي تمر بأزمات أو تواجه تهديدات مباشرة، قبل الانتقال إلى مرحلة التمكين.
وأكد أن الرضا شعور مؤقت، بينما الأثر الحقيقي هو في تحقيق تحوّل مستدام ينعكس على جودة حياة الأسر وتمكينها من تجاوز التحديات.
واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أن المستقبل الاقتصادي يتطلب نماذج تُوازن بين النمو والوعي الاجتماعي، وتعتمد على الحوكمة والشفافية والاستدامة كأسس لبناء قيمة طويلة المدى وتحقيق أثر قابل للقياس.
يُذكر أن منتدى القطاع غير الربحي الدولي يضم أكثر من 80 متحدثًا و1,500 مشارك من قيادات المنظمات الدولية والجهات التنموية ورواد الأعمال الاجتماعيين، ويعد منصة عالمية لبحث مستقبل القطاع غير الربحي وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال طرح نماذج مبتكرة وتطوير آليات عمل أكثر مرونة وفاعلية.




