تُعدّ أمراض القرنية من أبرز أسباب ضعف البصر على مستوى العالم، إلا أن آفاق العلاج اليوم أكثر تفاؤلًا من أي وقت مضى. فبفضل التطوّر الكبير في التقنيات الجراحية والتكنولوجيا الحديثة، أصبحت زراعة القرنية — التي كانت تُعدّ سابقًا إجراءات معقّدة ومرتفعة المخاطر — أكثر أمانًا ودقّة ونجاحًا بشكل ملحوظ. ويؤكد المتخصصون في مستشفى باراكير للعيون بالإمارات، أحد أبرز المراكز المتقدمة في رعاية القرنية في المنطقة، أن الابتكارات في أساليب الجراحة والتشخيص تُسهم في إحداث نقلة نوعية في مجال استعادة البصر.
بالنسبة للعديد من المرضى، يؤدّي تطوّر أمراض القرنية إلى تدهور تدريجي في وضوح الرؤية، مما يجعل تفاصيل الحياة اليومية باهتة وضبابية. فالقرنية وهي النافذة الأمامية الشفافة للعين، مسؤولة عن تركيز الضوء الداخل. وعندما تتعرّض للتندّب أو التورّم أو التشوّه نتيجة حالات مثل القرنية المخروطية، أو الالتهابات أو الإصابات أو الأمراض التنكسية، تصبح المهام البسيطة مثل القراءة أو القيادة أو التعرّف على الوجوه غاية في الصعوبة. وعندما تفشل النظارات أو العدسات اللاصقة في تحسين الرؤية، تصبح زراعة القرنية الحل العلاجي الوحيد المتاح.
تاريخيًا، كانت عمليات زراعة القرنية في دولة الإمارات تُجرى عبر استبدال القرنية بالكامل في إجراء يُعرف باسم “رأب القرنية النافذ”. ورغم فعاليته، إلا أنّه كان يتطلّب خياطة مكثّفة ويستلزم فترة تعافٍ طويلة، إضافةً إلى ارتفاع معدّل احتمال رفض الطُعم. كما كان استقرار الرؤية يستغرق أكثر من عام كامل في كثير من الحالات.
وعلى الرغم من أنّ تقنيات زراعة الطبقات الانتقائية من القرنية كانت موجودة منذ سنوات، فإنّ طب العيون اليوم يعيش مرحلة متقدمة وغير مسبوقة. فقد بات الجرّاحون يجرون عمليات فائقة الدقة تستبدل فقط الطبقة المصابة من القرنية، مع الحفاظ على الأنسجة السليمة، مما يرفع مستوى الأمان ويُحسّن النتائج بصريًا ووظيفيًا بشكل كبير. وقد أسهم هذا التطوّر في التقنيات الجراحية والتكنولوجيا الحديثة في تقليل المضاعفات وتسريع عملية التعافي وتحقيق نتائج بصرية أكثر وضوحًا واستقرارًا.
كما تتيح تقنيات مثل زراعة الغشاء الديسميتي للبطانة (DMEK)، وزراعة بطانة القرنية ذات النزع التلقائي للديسميه (DSAEK) وزراعة الطبقات الأمامية العميقة للقرنية (DALK) للجرّاحين اختيار الإجراء الأنسب وتخصيصه بدقة وفق حالة كل مريض.
لقد تطوّرت هذه الأساليب المتقدمة، طبقةً تلو الأخرى، لتصبح واحدة من أبرز الإنجازات في جراحة العيون الحديثة، مقدّمة نتائج أكثر قابلية للتوقع وأكثر تخصيصًا وفعالية من أي وقت مضى.
يُعدّ مستشفى باراكير للعيون في الإمارات رائدًا إقليميًا في هذا المجال، حيث يجمع بين الخبرة الدولية وأحدث تقنيات التشخيص والجراحة المجهرية. فالتصوير عالي الدقة يوجّه الجرّاحين في كل خطوة من العملية لضمان أقصى درجات الدقة، بينما تضمن برامج الرعاية ما بعد العملية المصممة بعناية تقليل احتمالية رفض الطُعم ودعم التعافي بسلاسة. كما يستفيد المرضى من الإرث الطويل للمستشفى في التميّز عالميًا في زراعة القرنية.
بالنسبة للكثيرين الذين يخضعون للعملية، فإن استعادة البصر تُحدث تغييرًا جذريًا في حياتهم. غالبًا ما يصف المرضى تجربتهم بأنها رؤية العالم بوضوح كامل مرة أخرى، مع ألوان أكثر إشراقًا وتفاصيل أدق مما كانوا يتذكرون. فاستعادة القدرة على القيادة والعمل والتحرك بثقة والاستمتاع بالحياة اليومية تعكس الأثر العميق لجراحة القرنية الحديثة.
ومع استمرار الابتكار الجراحي بوتيرة سريعة، تُعتبر زراعة القرنية اليوم من بين أكثر الإجراءات أمانًا وموثوقية في مجال طب العيون. وللمرضى في الإمارات الذين يسعون لاستعادة رؤيتهم، يوفّر مستشفى باراكير للعيون مسارًا موثوقًا من حالة عدم اليقين إلى وضوح الرؤية حيث لم يبدُ مستقبل البصر أكثر إشراقًا من قبل.




