اختتمت سهم كابيتال، إحدى أسرع شركات التقنية المالية نموًا في المملكة، بنجاح قمة سهم لاستراتيجيات الاستثمار الأولى في الرياض، والتي جمعت أكثر من 200 مستثمر وصانع قرار وممثل عن مؤسسات مالية في يوم حافل بالنقاشات النوعية حول مستقبل أسواق رأس المال وصناعة الثروة في المملكة العربية السعودية.
وانعقدت القمة تحت شعار «مع سهم، امتلك القمة»، حيث عكس الشعار حجم الفرص المتاحة من خلال جمع مجتمع مستخدمي سهم المتنامي بسرعة مع ممثلين عن هيئة السوق المالية (CMA)، ومجموعة تداول السعودية، والأكاديمية المالية، وناسداك، إلى جانب نخبة من الجهات والمؤسسات الرائدة الأخرى.
النمو السريع للمنصّة
في كلمته الافتتاحية، استعرض محمد عسيري، الرئيس التنفيذي للمالية في سهم كابيتال، الزخم القوي الذي حققته الشركة منذ إطلاقها قبل عامين. وسلّط الضوء على الصعود السريع لسهم لتصبح واحدة من أسرع منصات التداول نموًا في المملكة، بما في ذلك تجاوزها حاجز مليون مستخدم خلال عامها الأول، وتحقيقها نموًا سنويًا في عدد المستخدمين يقارب 70% في عامها الثاني. كما أشار عسيري إلى أن الإطلاق المتواصل لأدوات تداول متقدمة وميزات التداول الاجتماعي المدمجة أسهم بدورٍ محوري في إعادة تشكيل كيفية مشاركة المستثمرين الأفراد في سوق رأس المال السعودي.
وأكد عسيري على أن القمة تعكس التزام سهم المتواصل بتحويل البيانات والتقنية إلى فرص متاحة للمستثمرين الأفراد، مؤكّدًا أن الشركة ستواصل تركيزها على التمكين، وسهولة الوصول، والابتكار المستمر لدعم كل مستثمر في رحلته نحو تنمية ثروته الشخصية.
التوقعات العالمية والمحلية لعام 2026
استُهلّت القمة بعرض عالمي استشرافي قدّمه رامي الدكاني، الأمين العام لاتحاد أسواق المال العربية، تناول فيه كيفية إعادة تشكيل السياسات الاقتصادية الكلية المتغيّرة لاستراتيجيات المستثمرين مع الاقتراب من عام 2026. وسلّط الدكاني الضوء على تراجع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، والمسار المتوقع لخفض أسعار الفائدة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، والازدهار المستمر في الإنتاجية المعزّزة بالذكاء الاصطناعي، باعتبارها أربع قوى رئيسية ستحدد توجهات الأصول العالمية في العام المقبل.
كما استعرض أربعة محاور استراتيجية للاستثمار في عام 2026 بما يتماشى مع هذه التوجهات، وتشمل: تنويع المحافظ نحو الأسواق الناشئة، وتعزيز الانكشاف على أدوات الدخل الثابت، وزيادة مخصصات الذهب والمعادن النفيسة في ظل التقلبات السوقية، والتمركز المبكر في قطاع الذكاء الاصطناعي باعتباره مسار نمو هيكلي متعدد السنوات.
أعقب ذلك تحليل مفصّل للاقتصاد السعودي قدّمه الدكتور عدنان أبو الهيجاء، الأستاذ المشارك في المالية بجامعة الفيصل، تناول فيه زخم تسارع النمو الاقتصادي في المملكة في ظل رؤية 2030، وكيف تقود الإصلاحات المستمرة التي يشرف عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تنويعًا اقتصاديًا واسعًا يشمل السياحة، والترفيه، والتقنية، والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، والبنية التحتية الرقمية.
وأوضح الدكتور عدنان أن التكامل الهيكلي يضع المملكة في موقع ريادي إقليميًا وعالميًا، مشيرًا إلى أن هذه القطاعات لا تنمو بمعزل عن بعضها، بل كمنظومات مترابطة تجذب الخبرات العالمية، وتولّد مصادر دخل جديدة، وتوفر بيئة محفّزة للمستثمرين والمبتكرين ورواد الأعمال.
الأصول الرقمية والذكاء الاصطناعي في صدارة النقاشات
شكّل التحوّل الرقمي محورًا رئيسيًا في القمة،حيث قدّم الدكتور غونسل توباس، الشريك المؤسس ورئيس قطاع التقنيات المالية في شركة مانيفيست للاستشارات التنفيذية، تحليلًا معمّقًا للمرحلة المقبلة من ابتكارات التقنيات المالية المعتمدة على web3، والمدفوعة ببنية البلوك تشين، والعملات المستقرة، والأصول الحقيقية المرمّزة. وأوضح توبباس كيف انتقلت المؤسسات العالمية ومؤسسات دول مجلس التعاون الخليجي من مرحلة التجريب إلى تبنّي هذه التقنيات على نطاق واسع مع تطوّر الأطر التنظيمية وتحوّل البنى التحتية إلى جاهزية مؤسسية كاملة.وأكد أن الترميز لم يعد مفهومًا نظريًا؛ فهو يمكّن من الملكية الجزئية، والتسوية العابرة للحدود على مدار الساعة، ورفع كفاءة العمليات، ونماذج جديدة للسيولة يمكن أن تعيد تشكيل كيفية وصول المؤسسات والمستثمرين الأفراد إلى الأصول خلال العقد المقبل.
وفي كلمة رئيسية منفصلة، استعرض سام تشانغ، رئيس لجنة قرارات الاستثمار في شركة RUIDU، كيف أصبح الذكاء الاصطناعي والبيانات البديلة والنماذج المنهجية أسسًا جديدة لاتخاذ القرارات في الأسواق. وأوضح أن الاستثمار الكمي ينتقل من كونه استراتيجية متخصصة إلى متطلب أساسي في ظل تعقّد الأسواق واعتمادها المتزايد على البيانات.
وأشار تشانغ إلى أن منطقة الشرق الأوسط تبرز اليوم كمركز عالمي للابتكار الكمي، بفضل الدعم على مستوى صناديق الثروة السيادية، والانفتاح التنظيمي، والبنية التحتية الرقمية القوية.
هيكل السوق والتطورات التنظيمية
استعرضت القمة كذلك كيف تُعيد عمليات التحديث الهيكلي تشكيل أسواق رأس المال في المملكة العربية السعودية. وفي جلسة ضمّت قيادات من وامض والبنك السعودي الأول (ساب) وناسداك، ناقش الخبراء الدور المتسارع للذكاء الاصطناعي في تحليلات السوق، وتأثير محركات المطابقة المتقدمة ومنصّات البيانات على مستويات السيولة، وأهمية تعزيز الربط السلس عبر الحدود لجذب رؤوس الأموال الدولية.
وفي جلسة لاحقة ضمّت ممثلين من هيئة السوق المالية وewpartners والأكاديمية المالية، جرى تسليط الضوء على كيفية تأثير التوجهات الوطنية والعالمية في مشهد الاستثمار السعودي، والقطاعات الناشئة المرتبطة برؤية 2030، إضافة إلى المهارات والقدرات المطلوبة لدعم التنمية المستدامة طويلة المدى. وأشار المتحدثون إلى أن المقومات الاقتصادية الكلية القوية تضع المملكة في موقع يمكّنها من أن تكون واحدة من أسرع أسواق الأسهم نموًا عالميًا في عام 2026، مع توسّع ملحوظ في دور المستثمرين من الشركات والأفراد على حدّ سواء.




