في إطار التحول الوطني نحو اقتصاد أخضر مستدام، وفي ظل تصاعد التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، أكد الدكتور سعد بن عبدالله – أحد القيادات البارزة في القطاع الزراعي والبيئي – أن مشروع “مصاف الزراعية” يمثل نموذجًا سعوديًا مبتكرًا لتحقيق التوازن بين حماية البيئة وتنمية الاقتصاد الوطني، من خلال زراعة شجرة البان المحسٌن ذات الأثر البيئي والصحي والاقتصادي الواسع.
وأوضح الدكتور سعد أن المشروع يأتي تفعيلًا لمستهدفات “رؤية السعودية 2030”، ولا سيما “مبادرة السعودية الخضراء”، والتي تسعى إلى مواجهة التصحر، تقليل انبعاثات الكربون التي تجاوزت 495 مليون طن سنويًا، وتعزيز مساهمة المملكة في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.
وقال: “نحن لا نزرع أشجارًا فقط، بل نغرس فرصًا اقتصادية، ونحمي صحة الإنسان، وندعم المجتمعات الريفية، ونُعيد للأرض توازنها البيئي.”
وأضاف أن شجرة البان المحسٌن تُعد من الأشجار البيئية النموذجية، حيث تعمل على:
• تنقية الهواء من الغازات الضارة.
• مقاومة التصحر.
• تعزيز الغطاء النباتي المحلي.
• وتوفير مصادر دخل مستدام للمجتمعات المحلية من خلال منتجات البان المحسٌن الطبيعية.
وأشار الدكتور سعد إلى أن شركة مصاف الزراعية، التي انطلقت عام 2020، اعتمدت على حلول تقنية وري حديثة بنظام التنقيط، لتحقيق الاستدامة في استهلاك المياه وتحسين جودة التربة، مع التركيز على إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وزراعة الأشجار في بيئات قابلة للاستصلاح، بما يدعم أكثر من 40% من الأراضي الزراعية المستهدفة.
ونوّه بأن المشروع لا يقتصر على الزراعة فحسب، بل يتضمن:
• ورش تدريبية للشباب حول الرعاية، القطف، التسويق، وريادة الأعمال.
• برامج إشراف ومتابعة لضمان استمرارية الرعاية والتطوير.
• وخلق سلسلة قيمة اقتصادية تشمل الزراعة، التصنيع، والتصدير، بما يدعم الناتج المحلي ويعزز الصادرات السعودية من المنتجات العضوية.
كما أشار إلى أن المشروع يدعم المملكة في رفع تصنيفها ضمن مؤشر أداء تغير المناخ (CCPI)، حيث كانت في المرتبة 67 عالميًا، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات تضع المملكة على خارطة الريادة البيئية الدولية.
وختامًا، أكد الدكتور سعد بن عبدالله أن نجاح المشروع يعتمد على تكامل الأدوار بين القطاعات الحكومية والخاصة، مشيرًا إلى أهمية وجود تنسيق مستمر مع:
• وزارة البيئة والمياه والزراعة.
المركز الوطني للغطاء النباتي
• هيئة دعم الصادرات.
• وزارة التجارة والنقل.
• الجهات البحثية والاستثمارية.
وقال في كلمته الختامية: “مصاف ليست مجرد شركة زراعية، بل نافذة سعودية على المستقبل البيئي، وركيزة من ركائز تحقيق رؤية 2030، نحو وطن أكثر خضرة، واقتصاد أكثر تنوعًا، ومجتمع أكثر وعيًا واستدامة.”